بريطانيا؛ الإسلام والإعلام: إنه تنمر وليس صحافة
قراءة ومشاهدة الأخبار عن الإسلام والمسلمين ليست دائمًا تجربة ممتعة، فخُمس هذه المقالات على الأقل تتحدث عن مواضيع تتعلق بالإرهاب والتطرف، هذه واحدة من عدة حقائق وأرقام مثيرة للقلق وجدتها مع آخرين في مركز مراقبة الإعلام "Centre for Media Monitoring" عندما حللنا مواد أكثر من عام من غرف الأخبار البريطانية التي أشارت إلى المسلمين أو الإسلام.
You might like this:
كيف نتخلص من تسوس الأسنان طبيعياً ؟
هل تعبت من فواتير الأسنان؟ وهل تعبت من الحلول الخاطئة لتسوس الأسنان؟ وهل تعبت من العودة مراراً وتكراراً إلى طبيب الأسنان؟ .العالم يصبح يوماً بعد يوم واعياً لهذه الفكرة التي مفادها أنك عندما تعطي الجسم ما يحتاج إليه ، يستطيع عندئذ أن يصحح الأشياء التي فكرنا أن من المستحيل أن تتصلح. ومن الأمثلة على ذلك تسوّس الأسنان الذي يعتقد الناس أن لا علاج طبيعي له. ولكن الحقيقة أن هناك علاجات كثيرة له. |
يتضمن ذلك نحو 48 ألف مقال إخباري على الإنترنت و5500 مقطع نُشروا بين أكتوبر/تشرين الأول 2018 وسبتمبر/أيلول 2019، ما يمنحنا صورة أوضح لكيفية تناول المسلمين في التقارير الإخبارية وأين تكمن المشاكل.
حصلت وسائل الإعلام ذات الميول اليمينية التي تضم أثقل دور النشر وزنًا في البلاد على أسوأ التقييمات، باستخدام منهجية مصممة خصيصًا مع أكاديميين مخضرمين درسوا كيفية تمثيل المسلمين في وسائل الإعلام، حددنا بدقة كل العبارات المجازية إلى تشويه معتقدات المسلمين والصور والعناوين الإشكالية.
كان عدد لا بأس به من المقالات منحازًا لموضوع الدين مع نقاشات عن الإسلام غارقة في الاستشراق، صُور الإسلام مرارًا وتكرارًا كتهديد معادٍ للغرب، بينما قدم النقاد اليمينيون مجازات مع إفلات من العقاب، كما ظهرت الشخصيات المسلمة في الدراما الخيالية غير متسامحة وعادة ما يلعب أدوارهم ممثلون غير مسلمين.
تستهدف بعض الصحف - تلك التي تنتقد ثقافة الإلغاء - أفرادًا ومنظمات مسلمة في محاولة لنزع الشرعية عنها وإلغاء منصاتهم
تربط نحو نصف المقالات الإخبارية والمقاطع التي فحصناها المسلمين بمظاهر وسلوكيات سلبية، وبينما قد لا يبدو الأمر مقلقًا نظرًا لأن الأخبار تميل عامة إلى السلبية، إلا أننا لم نتمكن من التمييز بين المواد التي تتحدث بشكل أساسي عن المسلمين وتلك التي تضم إشارات عابرة فقط، وهذا الأمر مثير للقلق.
You might like this:
خيال حقيقي
1984-notتدور أحداث قصتنا لعام ٢٠١٠ حيث بطلها “عربي” موظف ذو 39 عاماً من العمر يعمل موظفاً في وزارة الحقيقة أي أنه صحفي يراقبه رجال الشرطة ويراقبه جيرانه رغم أنه ليس مجرماً وليس ملاحقاً ولكن الرقابة نوع من السلوكيات اللاإرادية التي يقوم بها الجيران ضد جيرانهم لذلك يصبح “عربي” تحت عين “سعود” صديقه وعضو المؤسسة التي تراقبه عن كثب. |
تقديم منصة للشخصيات الهامشية
لا تتعلق دراستنا فقط بتحديد ما هو سيئ، فقد وجدنا أيضًا قطعًا عادلةً ومتوازنةً وتهاجم من هم في السلطة بدلًا من توجيه هجومها للمسلمين كما هو الوضع عادة، الأمثلة على ذلك تتضمن تقرير جون سدوورث في "BBC" عن اضطهاد مسلمي الإيغور في الصين، ومقال رأي لستيفين دايزلي في "Spectator" عن قضية مدارس برمنغهام، رغم أن مقاله حصل على تقييم ضعيف وفقًا لمعاييرنا.
عادة ما يواجهني سؤال إذا ما كانت التقارير عن الإسلام والمسلمين تتحسن بمرور الوقت، لكن من الصعب تقييم ذلك لأنه يعتمد كثيرًا على دورة الأخبار وأي المواد أو الأحداث موضع التركيز.
ومع ذلك فقد شهدنا مؤخرًا عودة الصحف الشعبية البريطانية إلى تقديم منصة للشخصيات الهامشية وغير التمثيلية كواجهة لمسلمي بريطانيا، إضافة إلى ذلك تستهدف بعض الصحف - تلك التي تنتقد ثقافة الإلغاء - أفرادًا ومنظمات مسلمة في محاولة لنزع الشرعية عنها وإلغاء منصاتهم.
يعرض تقريرنا ما يقرب من 12 حالة تعرض فيها أفراد مسلمون للتشويه في الإعلام، وفي بعض الحالات قضى الضحايا سنوات من حياتهم لتحقيق العدالة والحصول على اعتذار، تضمنت بعض الحالات تقديم منظمات المحافظين الجدد معلومات للصحف - التي بدت سعيدة بنشرها - تستهدف المسلمين في المساحات العامة.
لا يمكن أن يتوقع المسلمون - ومعظهم لا يفعل - معاملة خاصة من الإعلام، ما يتوقعونه بعض النزاهة وعدم المعاملة بشكل مختلف عن بقية المجتمع
هذه ليست صحافة، إنها تنمر، وهي تعتدي على الحقوق المدنية لمسلمي بريطانيا بهدف إسكاتهم في النهاية.
الاستعداد للتغيير
بحث تقريرنا أيضًا في الكلمات المستخدمة لنزع الشرعية عن المسلمين مثل وصف أي منظمة أو شخصية إسلامية في المجال العام بالإسلامية أو الأصولية، استُخدمت هذه المصطلحات بطريقة عشوائية واسعة المدى تستهدف أي شخص سواء مقاتلي الدولة الإسلامية أم القادة المنتخبين ديمقراطيًا أم أطفال المدارس الذين يأكلون طعامًا حلالًا في الغداء.
You might like this:
العبد الذى حكم مصر.
هل سمعت يومًا عن كافور الإخشيدي ؟ إنه أحد أشهر حكام مصر في عصر الدولة الإخشيدية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة لمؤسس الدولة محمد بن طغج الإخشيدي، والإخشيد هو لقب وليس اسم يعني بلغة أهل فرغانة (أحد أقاليم ما وراء النهر، قرب باكستان حاليًا) ملك الملوك، وكان محمد بن طغج ينتمي إلى ملوك فرغانة، ثم التحق بخدمة والي مصر ومرت الأيام وأصبح هو والي مصر، وفي أحد الأيام اشترى عبدًا أسود بصاص (أي لعينيه بريق) مشقوق الشفاه، وقد أطلق عليه اسم كافور الإخشيدي، ثم أعتقه وقربه منه وجعله من كبار قواده لما رأى فيه من عزم وحزم وحسن تدبير. |
إنتاج مثل هذا التقرير المفصل الذي قمنا به كان عملًا شاقًا، وليس ممتعًا طول الوقت، لكننا أنتجناه بحسن نية آملين أن يرشد ويعلّم العاملين في وسائل الإعلام.
تقديم تقارير أفضل عن الإسلام والمسلمين ليس مهمة مستحيلة، مثلما أظهر محرر "Daily Express" غاري جونز الذي أعرب عن أسفه عام 2018 لأن الصفحات الأولى السابقة للصحيفة ساهمت في خلق بيئة معادية للإسلام، لقد عمل على تغيير ذلك وقدم قدوة حسنة للآخرين.
هناك علامات مشجعة أخرى لمحرري "Daily Mirror" و"Sunday Times" الذين رحبوا بتقريرنا رغم أنه انتقد بعض تغطياتهم، يشير ذلك إلى وجود نية على مستويات عالية لإنتاج صحافة أفضل وهو أمر نرحب به بالطبع.
لا يمكن أن يتوقع المسلمون - ومعظهم لا يفعل - معاملة خاصة من الإعلام، ما يتوقعونه بعض النزاهة وعدم المعاملة بشكل مختلف عن بقية المجتمع، فقد أشار الرئيس السابق لمنظمة "Independent Press Standards Organisation" قبل عدة سنوات إلى أن المسلمين يحصلون على معاملة مختلفة من الصحف البريطانية، تتفق نتائجنا مع ذلك، والأمر يرجع إلى محرري الأخبار والصحفيين لتغيير ذلك.